الزجاج مادة صناعية تنتج خلال عملية تسخين مستمر للرمل (سيليكا وكالسيوم)، والملح (صوديوم أو بوتاسيوم). تشير الخريطة المعروضة امامكم إلى المواقع التي عثر فيها على أفران إنتاج الزجاج، كتل الزجاج الخام من البر والبحر أو النفايات المتبقية من عملية إنتاج الأواني الزجاجية.
عثر على أقدم أفران إنتاج الزجاج الخام في مصر وهي تعود إلى منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد. في البلاد عثر على الافران ابتداء من العصر الروماني المتأخر وبداية العصر البيزنطي. كانت هذه الأفران كبيرة، وأنتج في كل فرن عشرة أطنان من الزجاج أو أكثر.
كان إنتاج الزجاج أحد القطاعات الاقتصادية الرئيسية في البلاد في الألف الأول الميلادي. اعدت معظم هذه المنتوجات من اجل تصديرها الباقي تم تسويقه لوُرش الحرفيين المحليين.
أواني زجاجية من القبور
منذ القدم دفن الانسان موتاه بمرافقة أغراض مختلفة: مستحضرات تجميل، مجوهرات، اواني الطعام والشراب، أسلحة واغراض دينية. استخدمت الأواني الزجاجية في مراسم الدفن أو لاستخدام الموتى في العالم الآخر. في البداية دفنت بعض الاواني القليلة في مقابر الملوك أو الاغنياء. خلال الفترة الرومانية، بعد اختراع عملية النفخ، اتسع نطاق استخدام الزجاج في القبور. انتشرت هذه العادة في البلاد في الكثير من المقابر، بالأخص في العصور الرومانية والبيزنطية، عثر على أواني زجاجية متنوعة انتجت في ورش محلية. تُحفظ الأواني الزجاجية في المقابر اكثر من تلك الموجودة في المواقع السكنية.
الحرفيوّن
انتجت العديد من ورش الزجاج في جميع أنحاء البلاد الأواني لاستخدامات متعددة، وفقا للأسلوب الذي كان سائدا في عصرها. ضمت صناعة الزجاج حرفيين او فنانين موهوبين. ابتكر الفنانون أنواع جديدة من الاواني أو اضافوا تزيين فريد، وأضافوا ختمهم الشخصي. تمثل الاواني التي وجدت في مقبرة خربة كاسترا من العصر الروماني المتأخر فنان أو مجموعة فنانين كانوا على دراية بأسلوب عصرهم، لكنهم أضافوا اليه مقابض مركبة او تزيين بالخيطان الزجاجية التي غيرت مظهرها.
مجموعة الاواني السداسية الشكل من العصر البيزنطي تأتي بأسلوب فريد لورشة عمل متخصصة في انتاج الاواني التي مُلئت بالماء، الزيت، أو التراب التي اشتراها الحجاج كهدايا تذكارية. نُفخت معظم الاواني في قوالب وزينت برموز يهودية ومسيحية، وبنماذج حرة. اكتشف القليل منها فقط من حفريات منظمة. ترجع الاواني الزجاجية المعروضة أمامكم إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة وهي هبة من عائلة شلومو موسايوف.