|
فسيفساء الطيور في قيسارية
|
بقلم كميل ساري
|
أجرت سلطة ألآثار حفريات أثريه وترميم بمنطقة فسيفساء الطيور في مدينة قيساريه ألأثريه وبتمويل شركة تطوير قيساريه ألتابعه لجمعية البارون روتشيلد. الهدف من هذه الحفريات كشف الفسيفساء وعرضه للجمهور.
قيساريه ألأثريه - لمحه عامه:
هذه المنافسه إلى جانب جمع التحف تحولت الى ظاهره عالميه أدت إلى أضرار كبيره في عشرات- الآلاف من المواقع ألأثريهنستدل من الحفريات الأثرية بأن الاستيطان الأول في مدينة قيساريه كان بالقرن الثالث ق.م, حينها بنى حاكم مدينة صور بالموقع, ميناء سماه "برج شرشون" أو Straton. في عام 96 ق.م أحتلها الأسكندر يناي (ملك الحشمونائيم بين السنين 126-76 ق.م)وعام 63 ق.م أعاد "بومبيوس" للمدينة استقلالها. أما القيصر أغسطس (63-14 ق.م) فقدمها هدية للملك هيرودوس (73-4 ق.م).
هيرودوس بنا بالموقع ميناء وحوله مدينه كبيره سماها "قيساريه" نسبة للقيصر أغسطس. وقد تم افتتاح المدينة بشكل رسمي عام 10 ق.م بحفل كبير دعي إليه قاده وسياسيين من جميع أقطار ألإمبراطوريه.
كانت قيسارية عاصمة البلاد بالفتره الرومانيه والبيزنطيه وقد كانت المركز الذي جلس فيه حكام تلك الفتره. بالفتره البيزنطيه وصلت المدينه الى قمة أزدهارها بعد أن أصبحت الديانه المسيحيه هي الديانه الرسميه للأمبراطوريه. فقد أشتهرت بسبب القديسين بولص وبطرس الذان كانا بالمدينه وخاصة بطرس الذي حوكم أن ذاك. بالاضافة الى ذلك فقد عاش بالمدينه بالفتره البيزنطيه ألأسقف "يوسبيوس" (263-339 ميلادي) والذي كتب عن تاريخ الكنيسه ونص الكثير من أسس الديانه المسيحيه.
عام 640 م احتلها العرب خلال فتوحاتهم وبعدهم احتلها الصليبيون الذين وسعوا المدينه وبنوا أسوارها من جديد. خصعت عام 1187 لحكم صلاح الدين وبالقرن الثالث عشر احتلها لويس التاسع ملك فرنسا الذي رممها من جديد. عام 1265 احتلها بايبارس الذي هدمها وبقيت مهدومه منذ ذالك الحين.
نفذت الحفريات الأثريه بالمدينه على عدة مراحل. فقد بدأت عام 1951 وما زالت مستمره حتى اليوم. في الآونه ألأخيره تم أجراء حفريات موقعية منها كشف فسيفساء الطيور الذي نعرضها في هذا المقال.
مواقع أثريه بالمدينه:
- المسرح الروماني:
يعود تاريخه الى القرن الأول ق.م ويعتبر أقدم المسارح في البلاد. فقد استخدم كمسرح منذ فترة هيرودوس وحتى الفتره البيزنطيه, حينها تحول الى قلعه ويمكننا مشاهدة بقايا القلعه (أبراج الحراسه) حتى اليوم. منصة المسرح كانت مرصفة بالرخام وتحتها كانت غرف الممثلين.
- السيرك - هيبودروم:
يفع بجانب السور الشرقي للمدينة. شكله بيضوي وطوله 460 م وعرضه 95 م. تتوسطه جزيره التي تقسمه الى مسارين: ذهابا وأيابا. وفي مركز الجزيرة كان نصب تذكاري.
- قصر الملك:
يتواجد شمالي المسرح الروماني. مساحته: 100 م X 55 م, يطل على البحر وحتى أن قسما منه بني على الصخر مباشره فوق الماء. أما اليوم القسم الكبير مه غارقا بالبحر نتيجه خراب الموقع على مر السنين.
يتواجد في الجهة الشرقية من القصر معبد القيصر "تيبريوس" الذي بني بين الأعوام 26-36 م. بناءا على مخطوطة لاتينية تشير لفترة بنائه(كتابه باللغه اللاتينيه تدل على بنائه.
- الحمام العمومي:
القسم الأكبر منه حفظ حتى أيامنا وقد تم ترميمه بالآونه الأخيره بيد سلطة ألآثار. يتكون الحمام من عدة اقسام لكل قسم وظيفتة المحدودة: غرفة أحواض المياه البارده, غرفة المياه الساخنه, غرفة لتبديل الملابس, فرن ومكان أشتعال النار, وقنوات المياه. جميع الغرف مزخرفه بالفسفساء ومصفحة بحجاره الرخام.
اما أسوار المدينه الصليبيه فهي شامخة, ويمكننا ايضا تحديد مكان اسوار المدينة البيزنطيه.
فسيفساء الطيور :
أكتشف فسيفساء الطيور على قمة تله رمليه تقع في الجهة الشمالية, على بعد 300 م من أسوار المدينه. الفسيفساء موجود بمركز مبنى كبير بُني في نهاية الفترة ألبيزنطيه (نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع ميلادي). نستدل من الحفريات الأثريه بأن القصر هدم عام 640 م.
التنقيبات الاثرية كشفت قسم من المبنى عام 1955 وبعدها غُطي وحُفر ثانيةً في السنوات 2004-2005. تُقدر مساحته ألقصر ألذي كان, دون شك, مسكن أحد ألعائلات ألعريقة في قيساريه بثلاث دونماتٍ. ألمُجمع أحتوى على غُرف, أروقه, وساحات مرصوفة بالفسيفساء تتوسطها ساحة مركزيه (14.5×16 م). التنقيبات كشفت حتى اليوم الساحه المركزيه فقط والتي نسميها ساحة الطيور أو فسيفساء الطيور.
يعتبر الفسيفساء فريدا من نوعه وهو مزخرف بشكل مميز: على الأطراف مرسومه صور مختلفه من الكائنات الحيه مثل الغزال, الدب, الفيل وغيرهم. أما القسم الاوسط فهو مزخرف بجميع انواع الطيور المعروفه لنا: عصافير, بط, وز, نعامه وغيرهم.
من بين المكتشفات المثيره التي عثر عليها خلال الحفريات كانت طاوله من الزجاج على شكل الحرف C, مركبه من مربعات زجاج حجمها 4 X 4 سم كل مربع, مطليه بماء الذهب عليها مرسومه أشكال النباتات وأشارة الصليب.
|
ظهر
|
|
Websites, texts and photos © Israel Antiquities Authority
|
| |